آواخر شهر تموز من عام 1998 ، التقيت مصادفة في مكتب مدير اعلام محافظة كربلاء القاص عبد الستار البيضاني مع المصور سمير هادي ، وبعد ان استفهمت منهما عن سبب قدومها من مجلة الف باء في بغداد الى مدينة كربلاء اجابني البيضاني انه يتوق لمشاهدة قبر العباس (ع) وسر الماء الذي يحيط به في داخل السرداب ..
واخر شهر تموز من عام 1998 ، التقيت مصادفة في مكتب مدير اعلام محافظة كربلاء القاص عبد الستار البيضاني مع المصور سمير هادي ، وبعد ان استفهمت منهما عن سبب قدومها من مجلة الف باء في بغداد الى مدينة كربلاء اجابني البيضاني انه يتوق لمشاهدة قبر العباس (ع) وسر الماء الذي يحيط به في داخل السرداب .. ولما كنت اعمل حينها في مجلة الف باء ايضا تحمست الى فكرته المثيرة ، وبعد حصولنا على الموافقة الرسمية من صابر الدوري محافظ كربلاء حين ذاك توجهناالى الروضة العباسية المطهرة ، وهناك في ايوان سادن الروضة العباسية جلسنا قليلا على امل النزول الى قبر ابي الفضل العباس (ع) ، غير ان سادن الروضة العباسية تحجج بزحام الزائرين تلك الساعة داخل الضريح واقترح علينا القدوم صباح الغد مبكرا ليتسنى لنا الهبوط بيسر دون مزاحمة الزائرين لنا . وهكذا انصرف المصور سمير هادي الى فندق قريب بينما دعوت القاص عبد الستار البيضاني ليكون ضيفي تلك الليلة في شقتي المتواضعة وتفهم زميلي بساطة شقتي وتواضع اثاثها حيث لم اكن املك حتى سريرا بسيطا ينام عليه ضيفي فنام على فراش لابأس به فوق ارضية الشقة . وعند الصباح حرصت الاغتسال بالماء لتطهير جسدي تماما تجنبا من لمسي لنجاسة ما ، ثم توجهنا الى الروضة العباسية المطهرة وكان سادنها السيد مهدي الغرابي بإنتظارنا مع المصور سمير هادي .. وماهي الا دقائق جلسنا بها الى الراحة حتى قال الغرابي .. هيا توكلوا على الله ..
أأدخل ُ ياقمر بني هاشم
----------------------
دخلنا الى ضريح ابي الفضل العباس (ع) من الباب الجانبي ثم سلكنا رواقا قصيرا الى يسار المرقد الطاهر حتى توقفنا امام باب كبيرة من الفضة ، وفتحت الباب من قبل احد الخدم في الحضرة العباسية ودخل السيد الغرابي ثم البيضاني ولحقه المصور واخي علي النواب والسيد زكي ثم دخلت انا اخيرا ، واغلقت علينا الباب من الداخل ، وجدنا انفسنا نقف على بلاط من المرمر وفي غرفة ضيقة مربعة الشكل وبسقف شاهق ورأيت في وسط ارضية الغرفة شبّاكا بطول ذراع تقريبا مستطيل الشكل وبقضبان حديدية وكان مقفلا ، انحنى السيد زكي وفتح قفل الشباك ثم رفعه ليضعه بوجل على ارضية الغرفة .. ولاحت امام ناظري السلالم المرمرية التي غطى الماء الطهور عتبتها الاخيرة .. وهنا طلب السيد الغرابي من الذين يرومون النزول الى القبر الزكي ان يخلعوا ملابسهم .. فخلعت ملابسي وكذلك فعل البيضاني ايضا وحين اراد المصور خلع ملابسه رفض السيد الغرابي ذلك وقال ممنوع التقاط الصور ، فلم يعترض زميلنا المصور سمير هادي .. وسألت اخي علي النواب ان كانت لديه رغبة بالنزول معنا ؟ فأجاب في مرة قادمة ان شاء الله ، بينما رفع السيد زكي اطراف دشداشته البيضاء الى حزام اخضر كان يضعه حول خصره وتقدم امامنا لهبوط السلالم وتبعه البيضاني ثم انا .. بينما ظل الآخرون ينتظروننا على ارضية تلك الغرفة ..
الرواق الجانبي ويظهر القبرالزكي في نهايته والذي لم يكن هكذا عند زيارتي له .
نهر العلقمي ام نهر كوثر من الجنة ؟
-------------------------------
واخر شهر تموز من عام 1998 ، التقيت مصادفة في مكتب مدير اعلام محافظة كربلاء القاص عبد الستار البيضاني مع المصور سمير هادي ، وبعد ان استفهمت منهما عن سبب قدومها من مجلة الف باء في بغداد الى مدينة كربلاء اجابني البيضاني انه يتوق لمشاهدة قبر العباس (ع) وسر الماء الذي يحيط به في داخل السرداب .. ولما كنت اعمل حينها في مجلة الف باء ايضا تحمست الى فكرته المثيرة ، وبعد حصولنا على الموافقة الرسمية من صابر الدوري محافظ كربلاء حين ذاك توجهناالى الروضة العباسية المطهرة ، وهناك في ايوان سادن الروضة العباسية جلسنا قليلا على امل النزول الى قبر ابي الفضل العباس (ع) ، غير ان سادن الروضة العباسية تحجج بزحام الزائرين تلك الساعة داخل الضريح واقترح علينا القدوم صباح الغد مبكرا ليتسنى لنا الهبوط بيسر دون مزاحمة الزائرين لنا . وهكذا انصرف المصور سمير هادي الى فندق قريب بينما دعوت القاص عبد الستار البيضاني ليكون ضيفي تلك الليلة في شقتي المتواضعة وتفهم زميلي بساطة شقتي وتواضع اثاثها حيث لم اكن املك حتى سريرا بسيطا ينام عليه ضيفي فنام على فراش لابأس به فوق ارضية الشقة . وعند الصباح حرصت الاغتسال بالماء لتطهير جسدي تماما تجنبا من لمسي لنجاسة ما ، ثم توجهنا الى الروضة العباسية المطهرة وكان سادنها السيد مهدي الغرابي بإنتظارنا مع المصور سمير هادي .. وماهي الا دقائق جلسنا بها الى الراحة حتى قال الغرابي .. هيا توكلوا على الله ..
أأدخل ُ ياقمر بني هاشم
----------------------
دخلنا الى ضريح ابي الفضل العباس (ع) من الباب الجانبي ثم سلكنا رواقا قصيرا الى يسار المرقد الطاهر حتى توقفنا امام باب كبيرة من الفضة ، وفتحت الباب من قبل احد الخدم في الحضرة العباسية ودخل السيد الغرابي ثم البيضاني ولحقه المصور واخي علي النواب والسيد زكي ثم دخلت انا اخيرا ، واغلقت علينا الباب من الداخل ، وجدنا انفسنا نقف على بلاط من المرمر وفي غرفة ضيقة مربعة الشكل وبسقف شاهق ورأيت في وسط ارضية الغرفة شبّاكا بطول ذراع تقريبا مستطيل الشكل وبقضبان حديدية وكان مقفلا ، انحنى السيد زكي وفتح قفل الشباك ثم رفعه ليضعه بوجل على ارضية الغرفة .. ولاحت امام ناظري السلالم المرمرية التي غطى الماء الطهور عتبتها الاخيرة .. وهنا طلب السيد الغرابي من الذين يرومون النزول الى القبر الزكي ان يخلعوا ملابسهم .. فخلعت ملابسي وكذلك فعل البيضاني ايضا وحين اراد المصور خلع ملابسه رفض السيد الغرابي ذلك وقال ممنوع التقاط الصور ، فلم يعترض زميلنا المصور سمير هادي .. وسألت اخي علي النواب ان كانت لديه رغبة بالنزول معنا ؟ فأجاب في مرة قادمة ان شاء الله ، بينما رفع السيد زكي اطراف دشداشته البيضاء الى حزام اخضر كان يضعه حول خصره وتقدم امامنا لهبوط السلالم وتبعه البيضاني ثم انا .. بينما ظل الآخرون ينتظروننا على ارضية تلك الغرفة ..
الرواق الجانبي ويظهر القبرالزكي في نهايته والذي لم يكن هكذا عند زيارتي له .
نهر العلقمي ام نهر كوثر من الجنة ؟
-------------------------------
حين لامست اصابع قدمي مرمر السلالم شعرت بقشعريرة غريبة تزحف في عروق جسدي ، وسمعت صوت السيد زكي الذي صار يتقدم بدهليز ضيق وهو يردد التحية والسلام الى القبر الشريف بصوت مرتفع تشوبه الرهبة ، كان السيد زكي يردد ( السلام عليك يا ابا الفضل العباس ) وكرر السلام لمرات عدة وهو يتقدم بذلك الدهليز وكان صوته الخاشع يتردد صداه في فضاء ذلك المكان الغارق بالنور .. وصرت اهبط السلم عتبة عتبة .. اذكر اني هبطت سبع عتبات من المرمر الابيض المشوب بالصفرة وفي العتبة الثامنة لامس الماء الطهور اقدام اصابعي فهمست السلام عليك ياجدي العباس وسرت رعشة هانئة في عروق دمي .. وما ان هبطت من العتبة الثامنة الى ارضية الرواق حتى ارتفع الماء الطهور الى خصري .. لمحت بعض الأوراق المطوية الرطبة عند مدخل النزول مثبتة خلف سلك كهرباء يمتد على طول الرواق ، تلك الاوراق المطوية ربما هي رسائل من بعض الاشخاص المتنفذين بالدولة او من لهم حضوة لدى سادن الروضة العباسية وهي رسائل من المؤكد تطلب الشفاعة او الشفاء من القبر الشريف ، وهي دلالة ان القبر الشريف كان هناك من يهبط له سرا ولكن عند باب النزول فقط لوضع تلك الرسائل والعودة ، اما سلك الكهرباء الممتد فيعني ان هناك من هبط الى هذا المكان وعمل ذلك ، كان سلك الكهرباء من الرصاص الباهت لتقادم السنوات الطويلة عليه ، اذكر اني اسندت يدي على الجهة اليسرى من جدار الرواق بينما كنت امشي في رواق الدهليز الضيق حين تناهى لمسامعي صوت احدهم من الغرفة المربعة يحذرني ان ارفع يدي من الجدار خشية من صعقة كهربائية ،
(( الرواق الرئيسي ونرى في منتصفه الكوة اليمنى المؤدية الى رواق آخر يؤدي الى القبر الشريفاما الكوة اليسرى فهي مغـلقة واشبه بالرازونة ))
فرفعتها فورا ثم شعرت بأمان وارف يحيط جسدي وقلت في سري ان جسدي مغمور في الماء ولو ان هناك اي تسرب للكهرباء لصعقنا منذ اول وهلة لامست اجسادنا الماء ، وهكذا صرت اتقدم الى الامام بينما صار السيد زكي في جهة أخرى وماعدت اراه ولكن اسمع صوته وهو مازال يرتل دعاء الزيارة للقبر الشريف ، وهنا رأيت الماء الزلال يتدفق من شقوق الطابوق الفرشي الذي شيد منه جدار الرواق .. ومن اماكن متفرقة من الجدار ، كان طابوق الجدار قديما جدا ولونه يميل الى السمرة البنية بينما كانت ارضية الدهليز مغطاة بالأسمنت المقاوم وكنت ارى اظافر قدمي من خلل الماء لصفائه العجيب وصرت اسمع خرير الماء المتدفق من اخاديد الطابوق الموغل بالقدم وكان عرض الرواق (الدهليز) لايزيد عن المتر ، وكنت اضطر ان احني رأسي قليلا حتى اواصل تقدمي في الرواق لأنخفاض سقف الدهليز .. ورأيت على الجانب الايسر ثمة مصباح متوهج في منتصف الدهليز او هكذا خيل لي لحظتها ، وحين وصلت منتصف المسافة من ذلك الرواق حتى ظهرت كوة الى الجانب الايمن منه ،
كانت الكوة ضيقة جدا ويشع منها نور باهر وتفضي الى دهليز ضيق هو الآخر بطول ثلاثة امتار وقد ارتفع به الماء لكن المدهش ان ارتفاع منسوب الماء بهذا الدهليز الفرعي كان اكثر من منسوب ارتفاعه في الدهليز الذي اخطو به .. وهنا عقدت الدهشة لساني بعد ان القيت نظرة على ذلك الرواق الجانبي حيث كان ينتهي بفسحة شبه مدوره لها فضاء نوراني مغـبّر يجثم وسطها القبر الزكي .. وكان الوصول الى تلك الفسحة النورانية حيث مكان القبر الشريف مستحيلا ، حيث ان منسوب الماء في ذلك الرواق كان مرتفعا ولكي تصل الى تلك الفسحة لابد ان تخوض السباحة في ذلك الممر الضيق والذي لايسمح لضيقه بتحريك يديك ، وهكذا فضلت البقاء عند الكوه الجانبية وانا ارنو الى القبر الطاهر بعينين دامعتين واردد بخشوع يا ابا الفضل العباس .. يا ابا الفضل العباس ..
(( الرواق بعد التجديد حيث لم يكن بهذا الشكل عند زيارتي للقبر الشريف قبل عشر سنوات ))
القبر الهاشمي وغمامة النور
---------------------مكثت واقفا لاكثر من دقيقتين اتمعن بدقة شكل القبر الشريف ، كان القبر مطليا بلون ابيض تقشر بعض دهانه من سقف القبر، وكانت هناك قطعة قماش خضراء اللون مطوية قليلا على سقف القبر ايضا .. ورأيت مصباحا يتوهج بنور جليدي أخاذ يسلب عيون الناظر له على جدار القبر الشريف ، وكان القبر الزكي بإرتفاع متر وهو متوازي الاضلاع ورأيت الماء حوله ساكنا يغفو بسحر عجيب وتفصل الماء عن جدار القبر الشريف غمامة نور تشبه الضباب ، فشهقت نائحا سيدي ابا الفضل العباس روحي فداك، لكن المعجزة ان منسوب الماء حول القبرالشريف كان اشد انخفاضا من منسوب الماء في الدهليز المؤدي اليه برغم استواء السطح ، حيث كان الماء مرتفعا بالرواق الضيق وسرعان ماينبسط وينخفض حول القبر الطاهر بمشهد لم اجد له تفسيرا حتى الآن . وصرت امعن النظر بالقبر الشريف ورأيت غماما ابيض يكاد لايرى يتصاعد منه ويتكاثف في فضاء الفسحة الدائرية ، وخيل لي لحظتها ان القبر الطاهر يتوهج بالنور الذهبي كما لو انه يعوم بالفراغ المشبع بالنورالدافق الذي ينهمر على القبر الشريف من كل حدب وصوب ، بل اقول رأيت ابي الفضل العباس (ع) محموما بالغضب والنور يتدفق من جنبات وجهه الهاشمي فرددت مرة اخرى بصوت لم يسمعه سواي .. يا ابا الفضل العباس .. يا ابا الفضل العباس وتساقط دمعي وامتزج مع مجرى الماء الذي صار يلامس اسفل ذقني ..
سر الرائحة الطيبة
---------------------غسلت وجهي ورأسي بالماء وتنشقت رائحة طيبة .. حينها سألت عبد الستار البيضاني .. هل تشم هذه الرائحة الطيبة ؟ استنشق البيضاني هواء الدهليز بهدوء محاولا تحسس الرائحة .. فلم يرد على سؤالي وخمنت اني وحدي من كان يشم تلك الرائحة الطيبة ، وتلك مفارقة اخرى حدثت ساعة النزول ، وبعد ان شبعت من مرآى القبر المشع بالنور الباهر .. خطوت للامام لاستدير مع استدارة الدهليز ، كان حينها السيد زكي قد انهى دورانه الكامل في الدهليز واذكر انه غادرنا الى الخارج .. خطوت بسرعة داخل الدهليز والماء يلامس عنقي فرأيت كوة اخرى تفضي الى دهليز ضيق ايضا تؤدي الى القبر الشريف ، وكانت فرصة ان ارى القبر الزكي مرة اخرى ومن جانب آخر ، كان هذا الرواق اقصر من الرواق الاول حيث صار القبر على بعد مترين من ناظري ، ورددت الإستغاثة من جديد بأبي الفضل العباس ، ثم واصلت التحرك مع الدهليز ورأيت
(( الرواق الرئيسي ونرى في منتصفه الكوة اليمنى المؤدية الى رواق آخر يؤدي الى القبر الشريفاما الكوة اليسرى فهي مغـلقة واشبه بالرازونة ))
فرفعتها فورا ثم شعرت بأمان وارف يحيط جسدي وقلت في سري ان جسدي مغمور في الماء ولو ان هناك اي تسرب للكهرباء لصعقنا منذ اول وهلة لامست اجسادنا الماء ، وهكذا صرت اتقدم الى الامام بينما صار السيد زكي في جهة أخرى وماعدت اراه ولكن اسمع صوته وهو مازال يرتل دعاء الزيارة للقبر الشريف ، وهنا رأيت الماء الزلال يتدفق من شقوق الطابوق الفرشي الذي شيد منه جدار الرواق .. ومن اماكن متفرقة من الجدار ، كان طابوق الجدار قديما جدا ولونه يميل الى السمرة البنية بينما كانت ارضية الدهليز مغطاة بالأسمنت المقاوم وكنت ارى اظافر قدمي من خلل الماء لصفائه العجيب وصرت اسمع خرير الماء المتدفق من اخاديد الطابوق الموغل بالقدم وكان عرض الرواق (الدهليز) لايزيد عن المتر ، وكنت اضطر ان احني رأسي قليلا حتى اواصل تقدمي في الرواق لأنخفاض سقف الدهليز .. ورأيت على الجانب الايسر ثمة مصباح متوهج في منتصف الدهليز او هكذا خيل لي لحظتها ، وحين وصلت منتصف المسافة من ذلك الرواق حتى ظهرت كوة الى الجانب الايمن منه ،
كانت الكوة ضيقة جدا ويشع منها نور باهر وتفضي الى دهليز ضيق هو الآخر بطول ثلاثة امتار وقد ارتفع به الماء لكن المدهش ان ارتفاع منسوب الماء بهذا الدهليز الفرعي كان اكثر من منسوب ارتفاعه في الدهليز الذي اخطو به .. وهنا عقدت الدهشة لساني بعد ان القيت نظرة على ذلك الرواق الجانبي حيث كان ينتهي بفسحة شبه مدوره لها فضاء نوراني مغـبّر يجثم وسطها القبر الزكي .. وكان الوصول الى تلك الفسحة النورانية حيث مكان القبر الشريف مستحيلا ، حيث ان منسوب الماء في ذلك الرواق كان مرتفعا ولكي تصل الى تلك الفسحة لابد ان تخوض السباحة في ذلك الممر الضيق والذي لايسمح لضيقه بتحريك يديك ، وهكذا فضلت البقاء عند الكوه الجانبية وانا ارنو الى القبر الطاهر بعينين دامعتين واردد بخشوع يا ابا الفضل العباس .. يا ابا الفضل العباس ..
(( الرواق بعد التجديد حيث لم يكن بهذا الشكل عند زيارتي للقبر الشريف قبل عشر سنوات ))
القبر الهاشمي وغمامة النور
---------------------مكثت واقفا لاكثر من دقيقتين اتمعن بدقة شكل القبر الشريف ، كان القبر مطليا بلون ابيض تقشر بعض دهانه من سقف القبر، وكانت هناك قطعة قماش خضراء اللون مطوية قليلا على سقف القبر ايضا .. ورأيت مصباحا يتوهج بنور جليدي أخاذ يسلب عيون الناظر له على جدار القبر الشريف ، وكان القبر الزكي بإرتفاع متر وهو متوازي الاضلاع ورأيت الماء حوله ساكنا يغفو بسحر عجيب وتفصل الماء عن جدار القبر الشريف غمامة نور تشبه الضباب ، فشهقت نائحا سيدي ابا الفضل العباس روحي فداك، لكن المعجزة ان منسوب الماء حول القبرالشريف كان اشد انخفاضا من منسوب الماء في الدهليز المؤدي اليه برغم استواء السطح ، حيث كان الماء مرتفعا بالرواق الضيق وسرعان ماينبسط وينخفض حول القبر الطاهر بمشهد لم اجد له تفسيرا حتى الآن . وصرت امعن النظر بالقبر الشريف ورأيت غماما ابيض يكاد لايرى يتصاعد منه ويتكاثف في فضاء الفسحة الدائرية ، وخيل لي لحظتها ان القبر الطاهر يتوهج بالنور الذهبي كما لو انه يعوم بالفراغ المشبع بالنورالدافق الذي ينهمر على القبر الشريف من كل حدب وصوب ، بل اقول رأيت ابي الفضل العباس (ع) محموما بالغضب والنور يتدفق من جنبات وجهه الهاشمي فرددت مرة اخرى بصوت لم يسمعه سواي .. يا ابا الفضل العباس .. يا ابا الفضل العباس وتساقط دمعي وامتزج مع مجرى الماء الذي صار يلامس اسفل ذقني ..
سر الرائحة الطيبة
---------------------غسلت وجهي ورأسي بالماء وتنشقت رائحة طيبة .. حينها سألت عبد الستار البيضاني .. هل تشم هذه الرائحة الطيبة ؟ استنشق البيضاني هواء الدهليز بهدوء محاولا تحسس الرائحة .. فلم يرد على سؤالي وخمنت اني وحدي من كان يشم تلك الرائحة الطيبة ، وتلك مفارقة اخرى حدثت ساعة النزول ، وبعد ان شبعت من مرآى القبر المشع بالنور الباهر .. خطوت للامام لاستدير مع استدارة الدهليز ، كان حينها السيد زكي قد انهى دورانه الكامل في الدهليز واذكر انه غادرنا الى الخارج .. خطوت بسرعة داخل الدهليز والماء يلامس عنقي فرأيت كوة اخرى تفضي الى دهليز ضيق ايضا تؤدي الى القبر الشريف ، وكانت فرصة ان ارى القبر الزكي مرة اخرى ومن جانب آخر ، كان هذا الرواق اقصر من الرواق الاول حيث صار القبر على بعد مترين من ناظري ، ورددت الإستغاثة من جديد بأبي الفضل العباس ، ثم واصلت التحرك مع الدهليز ورأيت
(( الكوة اليسرى المؤدية الى القبر الشريف من جهة الرواق الرئيسي عند الاستدارة ))
كوة ثالثة تؤدي الى القبر الشريف ايضا ، اي ان هناك ثلاثة منافذ تؤدي الى موضع القبر الزكي ، وكان تصميم الفضاء الداخلي يشبه فضاء التصميم الخارجي للضريح المقدس مع فرق امكانيات البناء ، و كنت اهجس خطى الزائرين على ارضية الضريح الخارجي من سقف الدهليز الذي يعلو رأسي قليلا . وكنت طوال المشي ارى الماء وهو يتدفق من اخاديد الطابوق البني العتيق ويندمج مع الماء شبه الساكن في اروقة البناء الداخلي ، كان الماء نقيا وصافيا جدا .. ومازلت حتى الآن احتفظ بهذا الماء معي هنا في استراليا برغم من مرور عشر سنوات على واقعة النزول وزيارة القبر الشريف .. اذكر ان مكوثنا داخل القبر الشريف استغرق لعشر دقائق او اكثر بدقيقتين حين خرجنا حرصت ان احمل معي اكثر من جرة للماء من ذلك المكان المقدس .. وقد لامس ذلك الماء الطهور جسدي بالكامل .. حين عدت الى مسكني صعقت لحادثة وقعت داخل شقتي .. لقد رأيت مبردة الهواء التي اضعها في الحديقة الخلفية من الشقة مرمية الى وسط الحديقة .. سألت زوجتي ؟ مالذي حدث ، قالت في الساعة التاسعة والربع تقريبا فجأة هبت ريح مباغتة في الحديقة وطوحت بمبردة الهواء من مكانها على الميز الخشبي الى ارضية الحديقة بعد ان اقتلع سلك الكهرباء من نقطة التوصيل لشدة العصف .. قلت لها .. دخيلك ياقمر بني هاشم .. لقد كان وقت الاطاحة بمبردة الهواء متزامنا مع وقت هبوطي لنزول القبر الشريف .. والله على ما اقول شهيد .
ملاحظات لابد منها
---------------------
- لايهدف هذا المقال الى إشاعة روح الخرافة لدى الناس ، ولايسعى هذا المقال الى تقديم معجزة وهمية ، لكن الذي رأيته بأم عيني ان هذا الماء ينهمرمن جنبات الرواق الى حيث السرداب ، ولم اقل ان هذا الماء نزل من السماء ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ترى لماذا هذا المرقد الشريف لاينهار لاسامح الله والماء يحيط به من جميع الجهات ومنذ سنوات طويلة .. اليس بقاء القبر ماثلا برغم بنائه القديم جدا يعد لغزا بحاجة الى جواب .. وهذا الجواب من المؤكد نجده في اعماق الارواح المؤمنة .
- ربما يتسائل البعض من القراء لماذا بقيت كل هذه السنوات صامتا ولم تكتب هذه المشاهدات عن القبر الشريف ، فأقول للقراء الاعزاء ،كنت قد اتفقت مع زميلي البيضاني بعد خروجنا من القبر الشريف لكتابة التحقيق سوية غير ان البيضاني نكث الأتفاق ونشر الموضوع بمفرده فجأة في مجلة الف باء ، فأضطررت حينها و كتبت الواقعة التاريخية لنزولي وزيارة القبر الطاهر بصحيفة اسبوعية اسمها نبض الشباب ولكن بشكل مختصر ، وعرفت ان بعض الناس علقوا ذلك المقال بعد نسخه في حينها على واجهات محلاتهم التجارية برغم حساسية الوضع الامني آنذاك ، ولعل الزميل احمد عبد المجيد يتذكر ذلك المقال يوم كان رئيسا لتحرير نبض الشباب وكان المسؤول عن قسم التحقيقات فيها الزميل حميد عبد الله الذي يقدم الآن برنامجا مهما على احدى الفضائيات ، ويحزنني ان الشاعر علي الخباز الذي يشغل الآن منصبا اعلاميا في الروضة العباسية قد اخذ مني ذلك المقال المنشور في حينها ولم يرجع به ، ولذا لاامتلك نسخة منه الآن .
- الزميل البيضاني ذكر في مقاله ان الزميل حسن النواب تردد من النزول الى السرداب .. وهذا ليس صحيحا حيث اني كنت آخر من خرج من القبر الشريف في تلك الزيارة التأريخية .
- الصور مأخوذة من شبكة منائر الثقلين والشرح المرفق مع الصور بقلمي .
- يسمح لجميع المواقع من نشر هذا التحقيق دون الرجوع الينا ، شريطة المحافظة على ماجاء بالموضوع دون تحريف .
نلتمس منكم الدعاء
السبت سبتمبر 10, 2011 5:20 am من طرف محب العسكريين
» ألبوم الصور من سوق الشيوخ
الإثنين ديسمبر 06, 2010 6:48 am من طرف محب العسكريين
» نبذة مفصلة عن قبيلة بني كعب العربية
الأحد أكتوبر 24, 2010 6:20 am من طرف محب العسكريين
» امارة بني كعب @@
الأحد أكتوبر 24, 2010 3:52 am من طرف محب العسكريين
» العترة الطاهرة ، والدعوة الى الإستمساك بها
الأحد أغسطس 08, 2010 2:41 am من طرف محب العسكريين
» سجدتي السهو،الشك في ركوعات الصلاة @@
الإثنين يونيو 28, 2010 7:51 pm من طرف محب العسكريين
» لمعهد التقني ناصرية يوزع النتائج النهائية للعام ألدارسي 2009- 2010
الأحد يونيو 27, 2010 6:00 am من طرف محب العسكريين
» قبيلة بني خيقان من اكبر واقدم عشائر الناصرية
الأحد يونيو 27, 2010 5:54 am من طرف محب العسكريين
» دعاء معرفة الإمام المهدي ( عليه السلام )
الأحد يونيو 27, 2010 1:55 am من طرف محب العسكريين